حينما يضيع الكلام

في الماضي كان يمكننا ان نتعرف علي شخصيه الانسان من كلامه ، فعن طريق ما ينطق لسانه يمكن ان تعرف ما يدور بداخله

افكاره ، مبادئه ، مشاعره ، احاسيسه

وكان يقال ( الانسان مخبوء تحت لسانه )

لكن حاليا صار اللسان بامكانه ان يتلون بالف لون يكذب ويكذب

يصير كالبحر العميق الذي لا قرار له لايمكنك ان تعرف ما يريد او فيما يفكر ، كلام يزيد حيرتك بعد ان كان ينهي هذه الحيره.

في الماضي كانت العين مراه صادقه لما بداخل الانسان ، حينما تنظر اليها تري كل ما بداخل الانسان من مشاعر

سواء كانت حب او كره ، غيره او حقد ، امان او خوف ، سعاده او حزن

كانت العين ينبوع صافي لا يشوبه شئ

كانت العين مراه صادقه يظهر فيها الانسان علي حقيقته بدون تجمل او رطوش .

ولكن حاليا تلوث الينبوع وانكسرت المراه لتزيد من غموض الانسان وحيرتك في التعرف علي الناس .

قديما كانت ملامح الوجه تعكس ما بداخلنا من حزن او سعاده ، ولكن تغير الحال وصارت الوجه مطاطيه بارده التعبير ، لا يظهر عليها فرح او حزن ، لا يظهر عليها امن او خوف ، صارت الملامح واحده في جميع الاحوال

سؤال اسئله لمن يعرف اجابته :

كيف يمكننا ان نعود مياه صافيه لا يشوبها شئ

كيف يرجع اللسان حصانا لصاحبه ، الانسان من يقوده وليس العكس ؟

كيف ترجع العيون مراه صادقه تعكس ما بداخلنا ؟

كيف يمكننا ان نبتسم من جديد ، وتكن تلك الابتسامه صادقه بدون تزييف او كذب ؟

ان لم تجد اجابه علي هذه الاسئله فاعتقد ان الصمت افضل وسيله في التعبير الصادق عما بداخلنا.

اصمت ان كان الصمت من ذهب في وقت الكلام فيه من تراب .